الجمعة، مايو 23، 2008

المثقفون يستنكرون ويطالبونه بالاعتذار


د.حسن حنفى يتهم المفكرين العرب المغتربين بالعمالة


فى مقال بعنوان "أشباح الوهم" بمجلة الدوحة القطرية..
 شن الدكتور حسن حنفى أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة هجوماً عنيفاً
 على المثقفين العرب المقيمين بالخارج واتهمهم بالعمالة لأمريكا
 وتزييف الوعى الإسلامى،
 وقد أثار هذا المقال ردود أفعال غاضبة بين المثقفين المصريين المقيمين بمصر..

فعلق الدكتور على مبروك دكتور الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة
على هذا المقال قائلاً:
 
إن هذا المقال لا يمكن أن يتم تصنيفه على اعتباره إنه مقال علمى
وقد يكون دافعه الغيرة والمنافسة،
 لأن الدكتور حسن نفسه يعتبر من أكثر الأساتذة الذين لهم اتصالات واسعة بالغرب، حتى أطلق عليه أحد أصدقائه لقب "الطائر"
الذى لا يحط إلا ليطير وهذا من كثرة حضوره للندوات والمؤتمرات الخارجية، والغريب فى الأمر أن المثقفين العرب المقيمين فى الغرب لهم أسماء كبيرة ومحترمة، فهل مثلاً كل من :
عبد الوهاب الأفندى وعزام التميمى المقيمين بلندن
أو هشام شرابى ووليد الخالدى وعبد الحميد صبرة المقيمين بأمريكا،
 والمفكر الكبير محمد أركون الذى يقيم بباريس
هل كل هؤلاء يكتبون للشهرة أو للاستضافة فى المؤتمرات؟؟
وهل الدكتور نصر حامد أبو زيد مثلاً كان يكتب لمثل هذه الأسباب؟؟
 وكيف يمكن أن نصنف مفكراً كبيراً كأدوارد سعيد الذى قضى عمره فى الخارج
لكنه كان يحمل القضية الفلسطينية على عاتقه ودافع عنها حتى آخر رمق،
 هل كل هؤلاء خائنين لوطنهم؟

الواقع يقول عكس هذا فهؤلاء أكثر إخلاصاً للوطن من الكثيرين،
 ومن يتاجرون بالثقافة العربية والدين الإسلامى عددهم فى الداخل أكثر بكثير من الموجودون بالخارج،
 ولو كان المثقفون يريدون المال لذهبوا إلى جامعات الخليج ومطبوعاته التى تدفع أكثر بكثير من الجامعات والدوريات الأوروبية،
ومن الخطأ دائما أن "نعمم" وجهة النظر فى الحكم على كل المثقفين المتواجدين بالخارج، لأن لهم إنجازات فكرية كبيرة..
 ولا يخفى على أحد أن الغرب رائد فى مجال العلوم الإنسانية،
 ولا يمكن أن نتجاهل إسهامه، ومن هنا تكون ضرورة الالتحام بالغرب لإثراء الفكر والاطلاع على أحدث الأبحاث، من خلال المؤتمرات.
ومن الظلم وضع المثقفين العرب المقيمين بالخارج فى سلة واحدة..
 فأولاً الغرب ليس غبياً كى يختار ببغاوات يرددون بيانات جوفاء..
 وثانياً من يرضون بهذا الدور المهين غير محسوبين على الثقافة، بل على السياسة، ومن الخلط أن نطلق عليهم لقب مثقفين.

وشدد الدكتور مبروك على أن المثقفين العرب المقيمين بالخارج
 لا يمكن أن يلومهم أحد على هذا
لأنهم ذهبوا وتغربوا تحت ضغط الواقع العربى المهين،
 وكان سبب رحيلهم إما النفى كما فى حال الدكتور نصر حامد أبو زيد،
 أو فساد السياق العلمى والثقافى، كما فى أغلب الحالات..
 وأكد الدكتور مبروك على أن هذا الاتجاه غريب على الدكتور حسن لأنه كان يكرر دائما انحيازه للموضوعى وليس للشخصى، وللفكرة بصرف النظر عن قائلها..
 إلا أن الدكتور حسن دائماً ما كان يقول إنه يكيف خطابه على متلقيه،
 فيتحدث للمتشددين بلغتهم وللعلمانيين بلغتهم،
 ولهذا لم يؤثر فى هؤلاء أو أولائك.
 وهذا الأسلوب بالطبع لا يتناسب مع شخصية العالم الذى يبدأ من لحظة شك ومن خلالها يبدع ويغير.

تم النشر في جريدة اليوم السابع بتاريخ 23 مايـــــــو 2008
كتب / وائل السمر ي