الخميس، يوليو 14، 2011

دكتور على مبروك في حوار مع جريدة الاهرم


علي مبروك: 
أجزم بأن دعاة الإسلام السياسي لم يقرأوا كتب الفقه

قال د. علي مبروك، مدرس الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة: 

إنه يجزم بأن دعاة الإسلام السياسي في مصر لم يقرأوا كتب الفقه التي يدعون الحديث باسمها، وأن كل ما لديهم هو مجموعة من التلفيقات والقوالب الجاهزة التي يتحدثون من خلالها ويحاولون إقناع الناس بها على أنها هي الدين والقرآن علي خلاف الحقيقية.

 وأوضح مبروك: 

أن الادعاء بأن الشرع قال وأن الفقه قال مساو للقول بأن القرآن قال أو الله قال هو أمر غير صحيح، ولكن من يقولون بذلك يحاولون إستخدام الدين في خدمة تلفيقاتهم وحججهم الواهية،

 وقال مبروك أن هذا يتجسد الآن في الواقع المصري حين يحتج الإخوان أو غيرهم من التيارات السياسية علي تولي غير المسلم أو السيدة لمنصب رئيس الجمهورية مثلاً علي أن هذا مخالف للإجماع الفقهي متناسين أن الفقه ليس هو الدين. 

وجاء ذلك خلال الندوة التي عقدها ملتقي دروب الفكري
 واستضاف فيها د. علي مبروك أستاذ الفلسفة الإسلامية
بقسم الفلسفة بجامعة القاهرة ،
وتنصب اهتماماته الأكاديمية والفكرية بالدرجة الأولى على خلخلة الأصول التى يقوم عليها الفكر الإسلامى ومحاولة تجديده،
 ومن أهم كتبه "ما وراء تأسيس الأصول: مساهمة فى نزع أقنعة التقديس"
و"لعبة الحداثة بين الجنرال والباشا". 

وكشف مبروك عن أن القدماء أنفسهم كان لديهم إحساس مستمر بأنه الفقه يتضمن أحياناً إنحرافات عن القرآن ويبتعد عنه،
 واستشهد مبروك بتفسير ابن كثير للآية الكريمة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
والتي ترسي مبدأ التسوية بين البشر
 بينما يحتوي الفقة علي قاعدة مخالفة وهو مبدأ الكفاءة في النكاح والتي تبيح فسخ عقد زواج المرأة في حال وجود خلل في المكانة الإجتماعية بين الرجل والمرأة.
إذن يحترم الفقة مبدأ التراتبية الإجتماعية
 وهو مبدأ مناقض لمبدأ السوية بين البشر والذي يرسيه القرآن. 

وقال مبروك:
 أن الفقه كان يستخدم المرأة لصياغة أوضاع ومراكز عجيبة حيث ساوي الفقه بين ولي المرأة في الزواج وبين أولي الحل والعقد الذي بيدهم تولية الحاكم فهم يملكون العقد ولا يملكون الحل ملثهم في ذلك مثل ولي المرأة
 فهم يملكون تولية الحاكم ولا يملكون خلعه. 
ورأي مبروك :
أن هذا البنية الفقهية لا يمكن التعامل معها إلا من حيث كونها تعبيراً عن علاقة لنا مع القرآن، رسمت علي أن تكون علاقة سلطة. 

ويستدرك مبروك بالقول :
إن القرآن لم يكن كذلك فهو لم يقدم لنا نفسه علي أنه سلطة ولكن علي أنه ساحة للفهم والنقاش والتدبر فلم يقل القرآن في أي من مواضعه لعلكم تطيعون القرآن ولكنه قال لعلكم تتفكرون، لعلكم تعلمون، لعلكم تتدبرون. 
ويرجع مبروك تحول القرآن من كتاب للتعلم إلي:
 كتاب أمر بالسيف إلي معاوية ابن أبي سفيان حين أمر جنوده لرفع المصاحف علي أسنة الرماح في مواجهة علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
ويقول مبروك أن المواجهة بين علي ومعاوية لم تكن مواجهة بين جيشين فقط وإنما كانت مواجهة بين طريقتين لفهم القرآن
 الأولي تعاملت معه كسلطة،
 والثانية تعاملت معه كساحة للفهم وانهزمت فيها الطريقة الثانية. 

واستطرد:
" كانت تلك هي معركة نصر حامد أبو زيد التي حاول فيها كسر تلك العلاقة التي تعتبر القرآن سلطة إخضاع وتم تحريف كلامه عبر جملتين شهيرتين
 الأولي :
"التحرر من سلطة النصوص" والتي تحولت علي يد أعدائه لتكون التحرر من النصوص ومن سلطان الله عبر قراءة سيئة النية،
والعبارة الأخري :
"القرآن هو منتج ثقافي" و"تاريخية القرآن"، والتي اعتبرالبعض أنها تعني أن القرآن تنزل في لحظة معينة لا يفهم إلا من خلالها وتنتهي فعاليته بإنتهائها وهي مالم يقصده نصر بحال من الأحوال". 

ويذهب مبروك إلي القول :
بأن تاريخية القرآن لم تكن تعني أن القرآن تنتهي وظيفته بإنتهاء اللحظة التي نزل فيها ولكن تعني أن القرآن هو خطابات إلهية موجهة لبشر تتبدل طبيعتهم وتتغير أحوالهم عبر التاريخ
 ومن ثم يتغير التأويل وهذا كلام قاله الإمام السيوطي والزركشي من قبل وأئمة تقليديين كبار. 
ورأي صاحب "النبوة من علم العقائد إلي علم التاريخ" أن الأزمة الراهنة في مصر الآن هي أن مصر لازالت تعيش في التحيزات والإنتماءات الدينية والمذهبية،
وهذه هي الأزمة الحقيقية التي نحياها الآن. 
وأضاف مبروك أن كل المسارات في مصر الآن مأزومة
ولن تنتج سوي مزيد من الأزمات ،
وأن الحل يكمن في الخروج من التحيزات الدينية إلي المجال المعرفي.

تم النشر في جريدة الأهرام بتاريخ 14 يوليو 2011
بقلم / محمد ســعـــــــد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق