الثلاثاء، يناير 01، 2013

المحــاضــــــــرة الأولى ،،





النبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة ..
من علم العقائد ... الى فلسفة التاريخ 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تُرى .. ما الذي يمكن أن نجده اذا صوبنا نظرنا اتجاه واقع الأمة .. وتجاوزنا الحديث عن أزمتنا كأفراد ؟؟؟
هكذا بدأ الدكتور علي مبروك محاضرته الأولى عام 1999م لطلاب الفرقة الثانية في كلية الأداب قسم فلسفة .. في محاولة منه لصنع نسيج حي بين الواقع بأزماته وبين إعمال العقل والفكر في تحليل هذا الواقع ..
                                                             ******
إذاً ..
ماذا سنجد اذا صوبنا نظرنا اتجاه واقع الأمة ؟؟
لن نجد شئ سوى الأزمة .. والهزيمة ..
فإذا نظرنا شرقاً سنجد الأمة دامية في العراق وفلسطين .. أما غرباً فهناك الجزائر وليبيا .. وفي الجنوب سنجد السودان .
سنجد أن الأمة عاجزة عن كل شئ .. لأنها أصبحت أمة مستورِدة لكل شئ بدءاً من المأكولات والمشروبات وحتى الأفكار والتيارات مروراً بالأسلحة والملابس ..
لتصبح السمة الأساسية للأمة الآن هي التبعية الكاملة للغرب .. وفي ظل تلك التبعية فقدت الأمة شخصيتها واستقلالها .
والآن ..!!
أين نجد أساس أو جذور بؤس هذه الأمة ؟؟
إن الاساس يبدأ من الفكر ..
إنه الفكر الذي سبق هذه الأمة للهزيمة فأصبح مجرد ناقل .. ومن ثم توقف عن الإبداع والتجديد ..
لقد أصبح العقل ..عقلاً تابعاً ناقلاً .. لا يعرف إلا التقليد والتكرار.
*******************
ومن هنا ..
عاد الدكتور علي مبروك يتساءل مرة أخرى ..
لماذا تحولنا الى ذوات متبلدة لا إرادة لنا ..ولا نستطيع اتخاذ أي قرار .. بل دائماً هناك من يأخذ لنا قراراتنا ..حتى القرارات المصيرية ؟؟؟
ولكي نجيب على هذا السؤال ونفهم بعمق تلك الممارسات البائسة في الأمة .. لابد في البداية أن ندرس الثقافة العربية .. والتي بدورها تنقسم الى :
·      الثقافة التراثية .
·      الثقافة الحداثية .
الثقافة التراثية :
بدأت منذ عصر التدوين في بداية القرن الثاني الهجري وحتى القرن الثالث عشرة هجري [ بداية القرن التاسع عشرة ميلادي ] .
الثقافة الحداثية :
بدأت منذ عام 1933م  في زمن رفاعه الطهطاوي .
************
الثقافة التراثية ..
ترتبط دارستنا بالثقافة التراثية ..
ولكن ..
من أين نبدأ ؟؟
ينبغي أولاً أن نحدد أبعاد هذه الثقافة ..فلابد أن ندخل الى الثقافة التراثية عن طريق تعيين حدود لها ..
مما يترتب عليه أيضاً تعيين مركز لتلك الثقافة .. ومركزها هو" الوحيّ " فالحضارة العربية تدرك أن بدون القرآن وبدون الوحيّ ما كانت تسمى حضارة إسلامية .
يصعب البحث عن مركز ثقافي انطلقت منها الثقافة العربية قبل "القرآن الكريم" ..ولذلك فالقرآن هو البؤرة الأساسية في الثقافة العربية .
وحول هذا المركز نشأت دوائر أخرى صغيرة وهم أربعة دوائر :
1.    دائرة العلوم النقلية .
2.    دائرة العلوم العقلية .
3.    دائرة العلوم العقلية والنقلية معاً .
4.    دائرة العلوم الإنسانية .
أولاً : الدائرة النقلية :-
وتضم خمسة علوم تقريباً ..
·   علوم القرآن : تدرس القرآن بما فيه من مكي ومدني وأسباب نزول الآيات والتجويد والتلاوة .
·      علوم التفسير : 
مثل تفسير [ ابن كثير – الطبري – الرازي ] .
·      علوم الحديث : 
وهي تضم علم مصطلح الحديث وغيرها من العلوم .
·      علم السيرة : 
مثل السيرة النبوية التي كتبها ابن هشام .
·      علم الفقه : 
وهي تشتمل على الأحكام الفقهية كأحكام الصلاة والزكاة وغيرها .
إن العلوم النقلية هي دائرة العلوم الأسبق ظهوراً لأن أخطر الآليات التي لعبت دوراً في الثقافة العربية والإسلامية مستمدة مـــــــــــن آليــــــــــــــة السمع وآلية النقل .
لقد تشكلت علوم النقل في بداياتها عن طريق " التدوين " وهذا ما سُميّ بعصر التدوين .. فالحضارة الإسلامية لم تكن تعرف نصاً مكتوباً سوى القرآن فقط .. أما تدوين باقي العلوم تم بعدها بقرن .
إذاً ..
اللبنة الأولى في جسم ما يسمى بالثقافة العربية هي : "النــــقل" .

**************************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق