الثلاثاء، يناير 08، 2013

المحــاضــــــرة الثانيــة ،،






دائماً ما كان الوضع البائس للأمة العربية يشغل بال الدكتور علي مبروك ..
 و لذا كان دائم البحث فيما وراء ذلك الوضع ..
كان في بداية كل محاضرة له يحاول التأكيد على أهمية البحث في الثقافة العربية .. ليجدد لنا هذا الرابط الوثيق بين دارستنا الاكاديمية النظرية وبين واقعنا الحالي ..
فلا نهجر الواقع ولا نستهين بدراستنا ..
كان دائما مايردد قوله لنا:
" نحن كائنات ثقافية ..فلا فرق بين البشر فسيولوجياً ..
وانما ما يميز الإنسان عن غيره هي  الثقافة..
فمفتاح التفسير لأي وضع أُمة يرجع الى الثقافة ..
أما عن صناع الثقافة فهم السلف .. ونحن بكل تأكيد ورثة هؤلاء ."
********************
ذكرنا في المحاضرة السابقة أن البؤرة الأساسية في الثقافة العربية هي "القرآن الكريم " ..وحول هذا المركز نشأت دوائر صغيرة :
  • ·      دائرة العلوم النقلية .
  • ·      دائرة العلوم العقلية .
  • ·      دائرة العلوم العقلية والنقلية معاً .
  • ·      دائرة العلوم الإنسانية .

*العلوم النقلية ..
ظلت الحضارة لمدة قرن ونصف حافظة لتراثها شفوياً ..
 وبعد النصف الثاني من القرن بدأ نقل النصوص وحفظها كتابياً حتى وصلنا لعصر التدوين ..
ولقد كان الحافظ : هو صاحب القيمة والمكانة الأعلى لأنه احتفظ بالذاكرة الثقافية ولعب دوراً مركزياً في وجودها .

كما أن للنقل دوراً هاماً في علوم اللغة والأدب وغيرها من العلوم ..
ولذلك فعملية التوثيق عملية مهمة جداً والذي يؤكد أهميتها كتاب صحيح البخاري الذي يوجد به ( 5000 حديث ) وفيها ماهو مكرر في اكثر من باب الى أن ينتهي الحديث الى (3700 حديث ) وقد اختارها من بين ( 200,000حديث ) .

ولكن .. لماذا لم يستخدم البخاري العقل في تصحيح هذه الحاديث ؟؟
وماذا فعل لتصحيحها ؟؟
كان البخاري يقرأ الأحاديث المعروضة عليه ويبدأ برواة الحديث ويطلق عليهم " سند الحديث " ويقوم بفصلهم عن الحاديث الأخرى ..ويدرس تاريخ هؤلاء الرواة ..وهل كانوا في عصر واحد أم عصر مختلف ..ويدرس سيرة وأخلاق الراوي ..
وعندما يرى أن تلك السلسلة من الرواة سليمة ولا يشوبها شئ .. فالحديث حينئذ يكون صحيح .


*العلــوم العقلية ..
وهي تضم الابداع العلمي للمسلمين في حقل العلم :
  • ·      علوم طبيعية .
  • ·      علوم رياضية .
  • ·      علوم طبية .

وكانت نقطة بداية البحث في هذه العلوم منطلقة من أهداف دينية أي من النقطة "النقلية " .. 
لكن العقل العربي كان له تأثير محدود على تلك العلوم العقلية .

*العلوم الإنسانية ..
وتضم علوم اللغة والآداب والتاريخ والجغرافيا والعمران ..
وقد احتفت الثقافة العربية احتفاءً عظيماً باللغة والأدب وكل الإنجازات اللغوية .. فلقد كانوا مدفوعين للحفاظ على القرآن الكريم .

*العلوم النقلية والعقلية معــــاً..
وهي تضم أربعة علوم :
  • ·    علم الكلام أو العقائد أو أصول الدين .
  • ·      علوم الحكمة والفلسفة .
  • ·      علم أصول الفقه .
  • ·      التصوف .

*****************
وللحديث عن العلوم النقلية والعقلية شأن آخر .. نبدأه في المحاضرة القادمة ..
ولكن قبل أن ننهي حديثنا .. لابد أن نميز بين مفهومين للثقافة :
*مجال الثقافة :
وهي العلوم التي تتحقق فيها الثقافة  .. وفيها يتحقق الوصف الخارجي للتلك العلوم .
*نظام الثقافة :
وهو الوصف الداخلي لجوهر هذه العلوم والذي يفسرها وينظمها .
***  فالتحليل المنتج للثقافة لابد بالطبع أن يتجاوز مجرد الوقوف عند (مجالها) أي الرصد الخارجي لحقولها المتعددة الى التماس (نظامها) أي اكتشاف علاقتها بالباطن ورصد بنيتها العميقة. 


****************************************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق